هل الغسل في ليلة القدر يكفي للوضوء؟والطهارة واجبة في معظم العبادات التي أمر الله بها، ابتداءً من الصلاة، العهد بين الله والمؤمنين وحتى الحج وقيام الليل وتلاوة القرآن وغيرها، ومن صور الطهارة الغسل والوضوء، ولكل منهما أسبابه، ولكن يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر في الحالات التي حددها الشرع. في مقالتنا اليوم موقع مرجعي سنكون على الاستبيان هل غسل ليلة القدر يغني عن الوضوء؟ وما علاقة هذا الموضوع.
هل الغسل في ليلة القدر يكفي للوضوء؟
غسل ليلة القدر يكفي للوضوء إذا كان لإزالة كبيرة من الذنوب. فالغسل واجب فيما أباح الله للتطهير من الجنابة التي تكون لأسباب مختلفة كالجماع والاحتلام ونحو ذلك مما يترتب عليه إنزال المرأة أو الرجل. وهنا يكون الاغتسال واجباً لا محالة، وإذا كان الاغتسال كذلك ففي هذه الحالة يكفي الوضوء، بحيث تزول النجاسة الأصغر في الحدث الأكبر.(1)(2)أما إذا حصل الوضوء دون وقوع الحدث العظيم، فلا ينطبق عليه هذا الشرط، وبالتالي لا يكفي للوضوء، والوضوء واجب لا محالة.(2)(3)والله تعالى أعلم.
أنظر أيضا: هل يجوز الوضوء بعد الحيض بعد طلوع الشمس في صيام رمضان؟
هل الغسل في ليلة القدر يكفي للوضوء؟
وقد جاء على الموقع الإسلامي “إسلام ويب” في الفتوى رقم: 128234 في هذا الشأن الشرعي ما يلي:(1)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وما قلته من أن المتوضئ من الجنابة يجزئ الوضوء صحيح، والدليل عليه قوله تعالى: وَإِذَا كُنْتُمْ جُنُبًا فَتَطَهَّرُوا. ولم يأمر بغير الوضوء، فدل على كفايته، وقال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: يكفيك أن تنضحي على رأسك ثلاث حثيات من الماء، ثم أسكب الماء على سائر جسدك تطهر. رواه مسلم. ولم يأمر بالوضوء، لأن الأصغر دخل في الأكبر تبعاً لذلك. قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لرجل – قال له: أنا. فتوضأ بعد الغسل – فقال له: لقد تعمقت.
أنظر أيضا: هل النجاسة تبطل الصيام؟
هل الغسل في ليلة القدر يكفي للوضوء؟
وقد أفتى الإمام ابن باز -رحمه الله- على نحو ما أفتى به أهل العلم، في أن الغسل من الجنابة يجزئ عن الوضوء، إلا أن الغسل المستحب له لا يكفي، وهذا الذي كان. وقال في نص فتواه ونصها كما يلي:(2)
السنة للجنب: أن يتوضأ ويغتسل. اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيكفي أن يتوضأ من الحدث بنية الطهارة من الحدثين الأصغر: الأصغر والأكبر. ولكن الأفضل إذا كان الوضوء مستحباً؛ كالغسل يوم الجمعة، أو للتبريد، فلا يكفيه الوضوء؛ بل يجب الوضوء قبله أو بعده. لأنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أفطر حتى يتوضأ متفق على صحته.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من جنب. أخرجه مسلم في صحيحه.
ولا يعتبر الغسل المستحب أو المباح تطهيرا من الحدث إلا إذا تم على النحو الذي شرعه الله في قوله: سبحانه يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى سماء. المرفقين وامسح برأسك وأرجلك إلى الكعبين الآية (المائدة: 6).
أنظر أيضا: حكم النوم على جنابة في نهار رمضان
هل الغسل الموصى به كاف للغسل؟
والغسل المستحب هو الغسل الذي يقوم به الإنسان دون وقوع حدث كبير من نجاسة أو غيره. وقد جاء في الموقع الإسلامي “إسلام ويب” في الفتوى رقم: 290035 بشأن هذه المسألة الشرعية ما يلي:(3)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
الحمامات الخاصة بالنظافة أو التبريد أو غير ذلك من الأمور، كالغسل غير الواجب، لا تكفي للوضوء.
وبهذا نصل إلى نهاية مقالتنا بعنوان هل الغسل في ليلة القدر يكفي للوضوء؟, حيث تناولنا هذه المسألة الشرعية من مختلف جوانبها وعلى أكثر من رأي للعلماء، والله العالم.