هل يحاسب الانسان على حديث النفس – موضوع اليوم 2025

فهل يحاسب أحد على حديثه مع نفسه؟يمكن للإنسان أن يجري محادثات عميقة مع نفسه وداخل نفسه، وتتبادر إلى ذهنه أفكار مختلفة. ولا تتضمن هذه الأفكار أسئلة بسيطة بل يمكن أن تمتد إلى حوارات يطرح فيها الشخص أسئلة كثيرة ويصل إلى إجابات وهو ما يعرف بحديث النفس، ويظل سرا ولا يسمعه أحد غير نفسه إلا إذا تكلم به أو تصرف من خلاله موقع مرجعي ويبين حكم حديث النفس وهل يتحمل العبد مسؤولية ذلك وما يدور في ذهنه من أفكار.

فهل يحاسب أحد على حديثه مع نفسه؟

وقد نص العلماء على أنه شرعاً لا يؤاخذ المسلم على وساوس الشيطان والأفكار التي تخطر على قلبه دون أن يطمئن إليها، إلا إذا تكلم بها صاحبها أو فعل مثلها. يصف له. وقد بينت النصوص الشرعية أن النفس توسوس كما يوسوس الشيطان، دون تمييز بين أمور الإيمان ومسائل الهوى. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين شر النفس وشر الشيطان في الدعاء الدائم في الصباح: «اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت». وأعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه». وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن ذنوب بلادي ووساوساتهم، أو حدثوا بها أنفسهم، إلا أن يفعلوا فيها شيئا، أو يحدثوا فيها».(1) وقد ذكر العلماء أن الإنسان لا يؤاخذ على الذنوب التي يغرسها في نفسه إلا إذا فعلها أو تكلم بها، والله ورسوله أعلم.(2)

أنظر أيضا: كيف أتخلص من الوسواس القهري نهائيا؟

الله يعلم ما في الصدور ويتجاوز عن وساوس النفوس

وينبغي للعباد أن لا يهتموا بأشياء يعلمون أنها لا تحاسب يوم القيامة، كالأفكار والوساوس، فإنه ليس هناك علم يكتبها، بخلاف أعمال القلب التي يترتب عليها الحسنات والسيئات. يتم تقييمها. ومن المفيد للمسلم أن يعلم أن أعمال القلب من الإيمان والكفر ونحوها تحاسب عليها، وأنه يجدها يوم القيامة في كتابه، وابن تيمية، قال رحمه الله: “”إنه سبحانه يعلم وملائكته ما توسوس به نفس العبد، كما ثبت في الصحيحين: {إذا هم العبد بخير” عملاً ولا يعمله، فيقول الله لملائكته: اكتبوا له حسنة، فإذا عمله قال: اكتبوا له..} إلى آخر الحديث.(3)

أنظر أيضا: هل المريض النفسي مسؤول أمام الله؟

فهل يتحمل الإنسان ما يدور في ذهنه من هواجس وأفكار عند ابن باز؟

وسئل الشيخ ابن باز: هل يتحمل الإنسان مسؤولية حديث نفسه وما يدور في نفسه من كلام وتخيلات وأسئلة، وكيف يمكن التخلص من هذه الأفكار؟ رحمه الله قائلاً:(4)

“إن الهواجس التي تنشأ في نفس الإنسان ولا تزول لا يُحاسب عليها. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن قومي ما حدثت به أنفسهم». ما لم يفعلوا أو يتكلموا.” فالوساوس في القلوب مغفور إلا إذا كان عملاً، ولما سأله الصحابة عن الوسواس قالوا: يا رسول الله، أحدنا يجد في نفسه أن يسقط من السماء أيسر عليه من أن يسقط يقوله، أو أسهل عليه أن يقوله. قال: ذلك التلميح وفي لفظ: ذلك محض الإيمان فإذا ظن أحدكم ذلك. فليقل: آمنت بالله ورسله. وليتعوذ بالله من الشيطان، وقد يأتيه لطفه فيوسوس إليه عن ربه، أو الجنة، أو النار، أو البعث والبعث. فإذا وجد ذلك، فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليقل: آمنت بالله ورسله، ورفقاً. وهذا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم.

أنظر أيضا: ما هو المسؤول الأول عن العبد يوم القيامة؟

ما الفرق بين حديث النفس ووساوس الشيطان؟

والفرق بين حديث النفس ووسوسة الشيطان هو أن النفس توسوس ووسوسة الشيطان، وقد بيّن أهل العلم الفرق بينهما. وقيل: ما تكرهه نفسك لنفسك فهو من الشيطان، فاستعذ بالله منه، وما تحبه نفسك لنفسك فهو من نفسك، فامنعه. هناك أفكار شريرة في النفس يسكنها الشيطان بسبب العصيان وقلة الذاكرة. إذا حدث الإنسان نفسه بشيء ثم أعرض عنه فهو حديث النفس، وإذا استمر في التفكير في وسائل تطبيقه فهو القلق وقوة الإرادة، وهذه غالباً ما تأتي بعد حديث النفس. والاعتماد على الهواجس يعني السعي إلى تنفيذها وقبولها. وعدم تشتيت انتباهك. فيصبح مكان خضوع للعبد ورمزًا لعبوديته.(5)

أنظر أيضا: شروط قبول العبادة

وهذا يقودنا إلى نهاية المقال فهل يحاسب أحد على حديثه مع نفسه؟والذي أوضح البيان عن وساوس النفس والشيطان، وهل يتحمل العبد مسؤولية الأفكار التي تدور في ذهنه إذا لم يعمل بها أو يتأكد مما يفكر أو يتكلم.